عادل أحمد شويل تخيل معي لو قامت انظمة ديمقراطية في دول الخليج ، و تخيل معي لو اصبحت الشعوب الخليجية تحكم نفسها بنفسها ، عندها سوف يصبح قرار انتاج و تصدير النفط بيد الشعوب ، و قرار وقف الانتاج بيدهم ايضا ، و قرار خفض حصة الانتاج كذلك . اذا ماذا سوف يحدث ؟، سوف تحل الفوضى العالم ، و سوف تنهار امريكا حتما ، و هذا ما حدث فعلا عندما ملكت السعودية السيادة الحقيقية لقرار النفط لأول مرة في تاريخها ، عندما اوقفت انتاج النفط بقرار من الملك فيل كسلاح في
حرب 73 لدعم مصر و سوريا ، فكلفة ذلك القرار السيادي حياته و تم اغتياله ، و يقارب هذا الشيء ما حدث في سنة العدوان الثلاثي على مصر بعد قرار عبدالناصر تأميم قناة السويس و يعلنها شركة مصرية .
هل تعرفون بان انخفاض سقف الانتاج من النفط الذي يحق الاستقرار العالمي ، سوف يسبب ازمات اقتصادية حادة ، لذلك لا يجب ان يتساءل احد عن سبب رفع
السعودية من سقف انتاجها من النفط مؤخرا ، لتعويض النقص العالمي ، بسبب توقف تصدير النفط الليبي .
اذن فلكي تحصل على الاستقرار و الامن و انت تملك ثروة ، فعليك ان تمنح قوى عظمى نصيب من ثروة بلادك ، مقابل الاستمرار في الحكم و الاستقرار السياسي ، عليك ان تمنح حق التنقيب لشركات اللوبيات القوية في الدول ، عليك اقتسام الثروة مع القوى العظمى . هناك شركات لدول تقدم عروض تنقيب مغرية ، لكن ما الفائدة لو كانت دول ليست بالقوى المطلوبة عالميا ، يجب عليك البحث عن القوى المسيطرة على العالم ، مجموعات اقتصادية كبيرة تتحكم بالسياسات و الاقتصاد ، دول عظمى ، الخ
حاول النظام العراقي السابق اللعب بهذه الورقة لكنه لم يفلح ، و يحاول القذافي الآن اللعب بتلك الورقة ، كما تذكر بعض الصحب العالمية ، و هذا هو السبب الحقيقي وراء تراجع المواقف الدولية و خاصة الاوربية و الامريكية و فتورها في الأونة الاخيرة ، و بجانب انخفاض حدة التغطية الاعلامية للاحداث في ليبيا ، و تحولت لغة الاعلام و مصطلحاته كثيرا ، فكما تعرفون بان امبراطوريات الاعلام مرتبطة بقوى سياسية و اقتصادية ، و هذا ما يلاحظ بصورة مبسطة داخليا في اليمن ، فالاعلام مرتبط بقوى سياسة كثيرة تمثل رؤيتها و استراتيجيتها ، و على ذلك فالوضع الان في ليبيا عبارة عن صفقات تعرض في الغرف المظلمة ، من يقدم اكثر ، سوف يحصل على المساندة و الدعم ، من يتنازل كثيرا ، سوف يدعم كثيرا .
