'/> إرهاصات ما قبل الضربة القاضية! | الكرامة نيوز

إرهاصات ما قبل الضربة القاضية!

إرهاصات ما قبل الضربة القاضية! 
بقلم/ يحيى الأحمدي 
مخطئ من يظن أن الثورة في اليمن في منأى عن المؤامرات الإقليمية والدولية فلقد استطاعت الثورة المضادة أن تجيد اللعبة في ظل سذاجة أصحاب المشروع الثوري الذين هم كما يبدو منشغلون بالتربص ببعضهم, تاركين الميدان فارغا للانقضاض على الثورة والإجهاز الفوري على ما تبقى من حُماتها .. 
في العام 2011 خرج شباب الثورة حاملين مشروع التغيير والبحث عن دولة مدنية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات بعيدا عن التوريث والمحسوبية والمناطقية, والتف حولهم الشعب إلا بقايا عصابات ألفت التخمة على حساب الجوعى والمعدمين.. 
حققت الثورة أهدافا كثيرة وعملت في أشهر ما لم تعمله سنوات من الحوار العبثي مع أركان النظام السابق, ومضت بخطوات ثابتة وفوتت الفرصة على كل من أراد النيل منها وجرها إلى الاقتتال.. 
ولما لم تنكسر الإرادة الثورية أمام كال وسائل التنكيل جاءت المبادرة الخليجية وفيها ما فيها وعليها ما عليها, فرحب بها اللقاء المشترك وتقبلها الثوارعلى مضض فيما تنكر لها الحوثيون ورفضوها.. ومن هنا بدأت اللعبة القذرة .. 
هذا الرفض الحوثي قوبل بتعصب أعمى من قبل الأحزاب بمن فيهم شباب الثورة وسرعان ما جاءت الانتخابات الرئاسية أو ما يسمى الاستفتاء على رئيس توافقي.. فاندفع الإصلاح قبل الأحزاب الأخرى بحسن نية ليبارك الخطوة باحثا عن حل يحقن الدماء ..فتظاهر الحوثيون من جديد أنهم غير قابلين بالرئيس وأنه لا يمثلهم وجاء خارجا عن إرادتهم .. وهو مازاد من الالتفاف حوله.. 
وجاء الحوار الوطني ليكون الحلقة الأخيرة التي يمكن من خلالها الخروج باليمن إلى بر الأمان وانخرط فيه كل ممثلي الشعب اليمني بمن فيهم الحوثيون الذين عملوا بقاعدة حصرية لهم, نشارك في الحوار لكن لسنا ملزمين بمخرجاته .. 
وفور الانتهاء من تلك الجلسات والمداولات والشد والجذب عاد المتحاورون إلى مقاعدهم سالمين ومشدوهين بالزخم الذي خلفه الحوار فيما ذهب الحوثيون ليمارسوا عملية التطهير العرقي بدءا بدماج مرورا بدنان وحوث وقرى حاشد وصولا إلى عمران وهمدان و مشارف العاصمة صنعاء ... 
كان المنطق والعقل يقول على الدولة القيام بواجباتها لحماية المواطنين وإلزام الحوثيين بمخرجات الحوار دون قيد أو شرط لكنها مارست الخداع من خلال الوساطات وذبح (الثيران) ففتحت شهية هذه الفئة التواقة للدماء فمارست أبشع أنواع القتل فيما تخلت الدولة عن مسئولياتها إلا من تصريحات متقطعة يطلقها هادي بين الحين والآخر لم تجد لها أي صدى أو أي تعاطي من قبل الحوثيين .. 
كانت القبائل التي ترى التمدد الحوثي يلتهم كل ما يقع في طريقه من قرى بفعل الأسلحة الفتاكة التي تعود ملكيتها للدولة يصعب عليها القبول والانبطاح وخذلان النسب والقريب من ابناء القبائل الواقعة تحت قبضة الحوثيين كما هو في أعرافها وأسلافها فعملت ما بوسعها وقاتلت إلى جانب قلة قليلة من أحرار القوات المسلحة, وحققت انتصارات متتالية لكن دخول الخيانات وبيع الذمم والتواطؤ المكشوف حتى على مستوى قيادات عليا في الدولة يعرفها القاصي والداني كسرت إرادتها وعزيمتها ..ليتم بعد ذلك تسليم عمران واللواء الأول في اليمن تسليحا وعتادا وعدة, وبمباركة الدولة نفسها.. 
وفي الوقت الذي كان الشعب مصدوما من هول السقوط المدوي وقبل أن يتمالك نفسه ويصحو من كبوته جاءته الضربة الثانية بتغيير قيادات عسكرية نحسبها أنها كانت تؤدي دورها بوطنية ومهنية مع كل المعوقات... 
وإمعانا في التشفي والثأر من رموز الثورة وإذلال أسر الشهداء والجرحى والمشردين يظهر القائد العسكري للحوثيين أبو علي الحاكم مصطحبا معه كتيبتين من لواء عسكري يعيش تحت رحمة الحوثيين في داخل صعدة...لتحل محل لواء بحجم 310.. وغاب الحديث عن محاسبة المتورطين في خيانة الوطن ولم يعد أحد يتحدث عن خروج الحوثيين من عمران وتسليم الأسلحة الثقيلة ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء المحافظة.. 
والسؤال هنا هل وصلنا إلى نهاية المأساة... بتقديري الشخصي إن التحضيرات للضربة القاضية تبدو واضحة للعيان, والانتقام من ثورة الشباب على قاب قوسين أو أدنى, والحوثيون الذين أجادوا اللعبة في كل المراحل هم الأداة لهذا الانتقام بمباركة دولية وإقليمية وبإشراف محلي.. 
هنا ننتظر الحكمة في تصرفات قادات الثورة الذين زاحموا الثوار في منصات الشرف وساحات التغيير وخطفوا الأضواء أمام عدسة الكاميرات في تقديم أنفسهم كقادة للثورة .. كيف سيتصرفون وهل بإمكانهم تفويت هذه الفرصة والتعامل بذكاء مع كل هذه المؤامرات... 
إن ذلك لن يكون إلا بتغيير تلك العقليات التي مازالت تفكر بمنطق (عندنا ناس زي الذهب).. وتغيير التكتيك الثوري وانتهاج وسائل أخرى في مواجهة سيل من المؤامرات التي تندفع نحو مزيد من الالتفاف على ثورة الشباب السلمية وتضييق الخناق على رموزها بالتزامن مع التهيئة لعودة الرموز السابقين وإسقاط اليمن كل اليمن تحت رحمت الجنرالات والعسكر الذين ينتظرون لحظة الصفر لفرض أمر واقع لا يمكن زحزحته أو الفرار من مآلاته. عندها تكون الضربة القاضية..


إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

اخترنا لكم