الكرامة نيوز - المحويت
الإقناع أن آل النبي هم الأتباع
إعداد / خالد محمد شويل
الفصل الأول
ما ورد من أقوال في تحديد ال الني صلى الله عليه وسلم
إضاءة
قال الذهبي رحمه الله
آل النبيِّ هموا أتباع ملَّتِه
على الشّريعة من عَجَمٍ ومن عَرَبِ
لو لم يكن آله إلاّ قرابتُه
صلّى المصلِّي على الطاغي أبوا لهب
الإهداء
إلى كل من يحب الله تعالى ويحب نبيه عليه الصلاة والسلام, ويحب أهل بيت النبي علية الصلاة والسلام وصحابته, وتابعيهم إلى يوم الدين.
إلى كل عاقل, مدرك, منصف يبحث عن الحقيقة, ولا يتعصب لهواه, فيقدم كلام الله وسنة رسوله على كل قول ورأي, يرمي بعرض الحائط كل ما خلاف كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
إلى كل من شرفه الله بأن جعله من أتباع خير الرسل محمد عليه الصلاة والسلام.
إلى كل من يرجع نسبه بالقرابة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام, وهو يسير على هديه, ويقتفي أثره.
إلى كل من يتشرف بالانتماء إلى أمه الإسلام خير الأمم.
اهدي هذا البحث المتواضع
المقدمة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, وعلى آله التابعين له بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد
الأخوة المسلمين:- أمر الله المسلمين بالصلاة والسلام على نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام, ولما سأل الصحابة النبي عن طريقة الصلاة علية قال:- ((قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم...الخ)).
وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في تحديد آل النبي عليه الصلاة والسلام , إلى عدة أقوال متباينة , ومن الأقوال التي قيلت حول آل محمد أنهم أمته, وبالذات الصالحين , وهذا الرأي روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه , و كذلك رواه النووي من الشافعية , والذهبي وسفيان الثوري , و ابن حامد وبعض العلماء والباحثين المعاصرين ومنهم العلامة المحدث بن عثيمين رحمة الله , وقد قمت في هذه الرسالة بذكر الأدلة التي ترجح هذا القول , وذلك لأنه القول الذي انشرح له صدري , ولأنه القول الذي يمكن أن ندحر به دعوات الروافض الإثنى عشرية , الذين يخرجون أزواج النبي من آله وأهل بيته , وقد قمت بترتيب هذا البحث إلى ثلاثة فصول , ففي الفصل الأول ذكرت الأقوال الواردة في تحديد آل النبي وفي الفصل الثاني قمت بذكر الأدلة التي تبين الفرق بين الأهل و الآل , على اعتبار أن من حددوا الآل بالقرابة لم يفرقوا بين المصطلحين, وفي الفصل الثالث قمت بذكر الأدلة التي ترجح أن آل النبي هم أتباعه الصالحين إلى قيام الساعة .
سالا من الله التوفيق والسداد إلى الصواب
المؤلف بتاريخ 1/1/2012م
الفصل الأول
اقوال العلماء في تحديد ال النبي
اختلف العلماء قديما وحديثا حول تحديد آل محمد أو أهل البيت وذلك إلى عدة أقوال يمكن أن نصنفها ضمن اتجاهين هما:- ..([1])
أولا /الاتجاه الأول :
وفيه اعتبر من يذهبون إليه أن مصطلح الآل والأهل شيء واحد , واتفق أصحاب هذا الاتجاه على أن آل محمد وأهل البيت هم قرابة النبي من بني هاشم , ولكن أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا في تحديد من يكونوا من بني هاشم ’ حيث يوجد عدة أقوال ممثلة بالاتي :-
v القول الأول
في هذا القول قيل ان آل النبي وأهل بيته هم جميع بني هاشم وبالذات من حرمت عليهم الصدقة من بعده , ودليل أصحاب هذا القول ما جاء في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيبا وقال :- (أيها الناس إنماء أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيب واني تارك فيكم الثقلين , أولهما كتاب الله فيه هدى ونور , فخذو بما فيه , وتمسكوا به ’وأهل بيتي أوصيكم الله في أهل بتي وكررها ثلاثا )........([2]) فسأل حسين بن سبره ٌقائلا ومن هم أهل بيت النبي ؟ أولسن نساءه من أهل بيته ؟ فقال زيد :-(نعم نساءه من أهل بيته , ولكن أهل بيته من حرموا الصدقة من بعده ) فقيل, ومن هم؟ فقال :-(بني جعفر , وبني على وبني العباس , وبني عقيل )
ومن خلال هذا القول نلاحظ الاتي :-
1-إن تحديد آل محمد من كلام زيد بن أرقم وليس من أصل الحديث.
2-أن نساء النبي يخرجن من أهل بيته الذي أوصي النبي بهم ,وهذا يتضح من قولة ولكن أهل بيته هم من ......الخ وهذا غير مقبول كما سنرى.
v القول الثاني
وقال أصحابه أن آل النبي وأهل بيته هم أزواجه , وذريته والدليل: ما ورد في طريقه الصلاة على النبي , حيث جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال : (قولوا اللهم صلي على محمد , وعلى أزواجه, وذريته) حيث يرى أصحاب هذا القول أن هذا الحديث يفسر الحديث الذي جاء بلفظ (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ) فقد فصل الحديث الأول ما أجمل في الحديث الثاني .
ونلاحظ أن: أصحاب هذا القول قد اخرجوا بني هاشم من أهل بيت النبي , واقتصروا الآل والأهل في الذرية فقط , أي أن الأهل هم الأزواج والذرية دون بقية الأقارب بالنسب , وهذا أيضا غير مقبول , لان الذرية من الأهل , والإباء والأجداد أيضا من الأهل , ففي اللغة يطلق على ذرية الرجل بنيه وجمع قرابته بالنسب أهله كما سنوضحه لاحقا .
v القول الثالث
ويرى اصحاب هذا القول : أن آل النبي وأهل بيته هم قرابة النبي من بطني بني هاشم , وهذا أساس فكر الروافض ومذهب الزيود , مع وجود فرق كبير بين فكر الروافض ومذهب الزيود سوآ في المعتقد , أو في تخصيص الإمامة , وهذا التشابه جاء فقط لطبيعة الفهم , ولا مجال للمساواة بين الزيود والروافض إطلاقا , وهذا ما سنوضحه في رسالة خاصة إنشاء الله .
وخلاصة هذا القول: أن آل محمد وأهل بيته هم قرابته من ذريته من بني هاشم , أي من البطنين , والبطنين يقصد به أن يرجع نسب الأبوين إلى بني هاشم ’ وهذا ما يتحقق في علي وفاطمة , حيث يرجع نسب كلا منهما إلى هاشم جد النبي عليه الصلاة والسلام , ويقول أصحاب هذا القول أن آل النبي وأهل بيته هم (علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم ) وهذا يتفق فيه الزيود والروافض , وقد اخرجوا ذريه علي من غير فاطمة لأنهم ليسوا من البطنين , ويعتقد هولا أن أشرف الخلق وأكرمهم , وأطهرهم , هم من جاءوا من البطنين , فوصل الحد إلى التقرب إلى الله بهم ’ والطواف بقبورهم , وتقديم النذور لهم , وهذا ما يفعله الروافض والغلاة من الهادوية والجعفرية والاثنى عشرية والعلوية ولا علاقة للمعتدلين من الزيدية بهذه البدع والمحدثات الشركيه ’ كما يعتقد هؤلاء أن الولاية على المسلمين حق من حقوق ذريه الحسنين لا ينازعهم فيها إلى ظالم, أما الرافض فقد حددوا الولاية وجعلوها خاصة باثني عشر إمام من أبناء الحسن عليه السلام , بل وصل الحد بهم إلى تكفير من ينازعهم ويعتقد بالولاية لغيرهم , ودليل أصحاب هذا القول ماجا في الحديث الصحيح الذي ورد بعدة روايات والذي يسمى بحديث الكساء ومن هذه الروايات رواية ام سلمه رضي الله عنها حيث قالت (( لما نزل قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كان الرسول عليه الصلاة والسلام في بيتي وكان فيه علي وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم فضمهم الرسول تحت كساء كان عليه وقال (اللهم إن هولا أهل بيتي فاذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا)) ........([3]) , وقد استند أصحاب هذا القول إلى هذا الحديث , وقالوا أن النبي حين ضم إليه الأربعة وجعلهم تحت الكساء , وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي انه قد نفى أن تكون أزواجه وبقية أقاربه من بني هاشم من أهل بيته أومن أهله , وحصر أهل بيته بالا ربعه فقط , وهذا الفهم للحديث خطى وسنبين الفهم الصحيح للحديث في ما سيأتي إنشاء الله
ثانيا / الاتجاه الثاني:
وأصحاب هذا الاتجاه خالفوا أصحاب الاتجاه لأول جميعا ولم يخرجوا احد من قرابة النبي من أهل البيت , وكذلك لم يخرجوا احد من المسلمين من آل محمد بما فيهم قرابته وذريته وأزواجه, ويندرج تحت هذا الاتجاه قولان هما :-
ورواه ابن عبد البر من مذهب وقول نشوان الحميري, وخلاصة هذا المذهب : القول آن آل محمد الذي نصلي عليهم في الصلاة الإبراهيمية هم جميع أتباعه الذين امنوا به واقتفوا أثره وساروا على سنته وتمسكوا بها .
وهو يشبه القول الأول, ولكنه حدد آل النبي بالأتقياء من أتباعه فقط , ودليل اصاحب هذا القول ما رواه الطبراني في الأوسط مما جاء في الحديث (آل محمد كل تقي ) .
هذا ما ورد في آل محمد وأهل بيته, ولو تأملنا في الاتجاهين السابقين لوجدنا أن أصحاب الاتجاه الثاني وبالذات القول الثاني منه لم يحصروا احد ويخرجوا احد من آل محمد فهم (أي الآل ) جميع الأتباع .
وبهذا يكون هذا القول شامل لجميع البشر ممن صدقوا برسالة النبي عليه الصلاة والسلام , وهذا ما يتوافق مع طبيعة الرسالة المحمدية الذي تتميز بها عن غيرها كالعالمية والشمول بعكس أصحاب الاتجاه الأول الذين حصرا الآل بالذرية والقرابة وجعلوا الشرف والكرامة مرتبطة بالنسب , وجعلوا الولاية في الإسلام من حق أسره , بل ذرية وسلالة بعينها وكأنهم يرون أن النبي أرسل ليقول للعلمين إن أكرمكم وأطهركم إطلاقا هم من يكونون من نسبي , فالكرامة مرتبطة بالانتساب إلى سلالتي , ناسين أو متناسين إن الله قد كرم البشر أولا على جميع من خلقهم بالبشرية, ثم جعل الكرامة في ما بينهم بالتقوى و الاستقامة .
وكذلك لو قارنا بين الاتجاهين السابقين لوجدنا القائلين أن الآل هم الأتباع هم الأقرب إلى ما ورد في القران بحيث عبر دائما بمصطلح الآل ليعبر به عن الأتباع في أكثر من آية وسورة وكذلك نجد أن من قالوا أن آل النبي وأهل بيته هم قرابته لم يلاحظوا أن الله ذكر آل فرعون في أكثر من موضع مع أن فرعون لم يكن له ذريه ولكن كان له أتباع وكذلك نسوا أن الله عبر عن زوجه موسى بأهله وعن أتباع يعقوب باله
وعليه
يمكن القول أن أصحاب الاتجاه الثاني هم الأقرب إلى الصواب بالتفريق بين آل محمد وأهل البيت , أما أصحاب الاتجاه الأول قد جعلوا الآل والأهل شيء واحد ويدلان على معنى واحد وهو القرابة والذرية والنسب, وهذا ما سنوضحه في المبحث القادم إنشاء الله تعالى .
تحليل وترجيح :
مما ذكرناه في الفقرة السابقة من الأقوال الواردة في آل النبي وهل البيت بينا أن القول بأن آل النبي هم جميع أتباعه هو القول الأقرب إلى الصواب وذكرنا أن مصطلح الآل أعم من مصطلح الأهل ويوجد فرق بينهما بحيث أن الآل تدل على الأتباع وتدل الأهل على قرابة النسب , ومن قالوا بأن آل محمد هم قرابته لم يفرقوا بين المصطلحين واعتبروهما شيء واحد ويدلان على نفس المعنى .
ونشير : إلى أن ممن قالوا أن آل النبي هم قرابته إضافة إلى الزيدية بعض علماء أهل السنة قديما وحاضرا وعليه يمكن القول أن من لم يفرقوا بين مصطلحي الآل والأهل هم صنفين هما :-
دفعتهم العاطفة والحب لقرابة النبي عليه الصلاة والسلام , إلي القول أن آل النبي هم قرابته, ودفع البعض من القائلين بهذا القول وخاصة من ينتمون إلي بني هاشم الاعتزاز بان دم النبي عليه الصلاة والسلام يجري في عروقه, وهذا شرف لهم وأي شرف , كيف لا والصحابة كان الفرد منهم يتمني أن يلامس بشرة النبي الطاهرة, أو أن يقع علية بعض اثر النبي عليه الصلاة والسلام , وهذا كله من حبهم للنبي , وبذلك فان من ينتمي نسبه إلى نسب النبي يعتز ويفتخر ومن لا ينتمي إلى نسب النبي يحترم ويقدر ذريته لان فيهم اثر من أثره عليه الصلاة والسلام , ولذلك دفعتهم هذه العاطفة إلى عدم التفريق بين الآل والأهل , واجتهد علماء إجلاء وأفاضل وقالوا بان الآل هم القرابة , ولهم بهذا الاجتهاد اجر العالم المجتهد الذي ذكره النبي في الحديث , وأأكد على أن هذا الصنف ممن أحبو الانتماء إلى نسب النبي لم يتشرفوا بذلك النسب لمجرد انه يرجع إلى بني هاشم , بل لأنه يرجع إلى من حمل الرسالة الخاتمة , وهو خير من على وجه الأرض , بل وسيد ولد ادم وإمام الأنبياء والرسل أجمعين . وهنا أوجه بعض الإسالة : هل تشرف النبي على جميع الخلق لأنه من بني هاشم؟ أم لأنه حمل هذه الرسالة ؟ وهل تشرفت الرسالة ببني هاشم ؟ أم تشرف بني هاشم بالرسالة ؟ وهل فضل النبي الخاتم على جميع الرسل لأنه هاشمي ؟ أم لأنه خاتم من أوحى الله إليهم؟
والجواب على هذه الأسئلة كلها واحد , وهو إن النبي فضل وتشرف بالرسالة الخاتمة , ولم تتشرف الرسالة به عليه الصلاة والسلام.
وعليه : فإن من ينتمي إلى نسبه من السابقين إلى الأخيرين يتشرف بهذا النسب لأنه يرجع إلى من حمل الرسالة , أي أن التشرف هوا بالدين ليس بالنسب , وإلى لكان بني إسرائيل أبناء يعقوب هم من أكرم الناس , ولكان أبا لهب يفتخر بالانتماء إليه لأنه أيضا هاشمي .
والخلاصة: إن الشرف الذي اكتسبه النبي اكتسبه لأنه حمل الرسالة ويجب أن يتشرف كل من انتمى إلى النبي عليه الصلاة والسلام بحمل دينه وليس بحمل نسبه.
وهم بعكس الصنف الأول , فلم تدفعهم العاطفة , ولكن دفعهم الحقد على أمه الإسلام , وعلى هذا الدين , واستغلوا دخول الناس في الإسلام بإعداد كبيره , وقلة العلماء, وضياع اللغة العربية من على السنة بعض العرب , ودخول الأعاجم في دين الله , فقام هولا الحاقدين بتقمص الإسلام بغرض الكيد له عن طريق تعليم العقائد الفاسدة , والبدع المحدثة , التي تخرب الأساس الأول الذي قامت عليه الدولة المسلمة ممثل بعقيدة التوحيد , التي يقوم عليها الأساس الأول ممثلا بوحدة الصف لمن دخلوا في الإسلام وأحبوه فتصدر للإفتاء في البلدان البعيدة والتي يقل أو ينعدم فيها العلماء , وقاموا بدس السم في العسل مستغلين حب الناس للإسلام , وإقبالهم على كل من يعلم الناس ويحدثهم عن النبي .
وبذلك : تمكنوا من تفريق المسلمين إلى فرق عقائدية, وحرضوا كل فرقة على الأخرى, بل تمكنوا من غرس الحقد بين الفرق من خلال تعليم كل فرقة أن لأخرى عدوه للإسلام وللنبي عليه الصلاة والسلام .
ومن أبرزهذه المؤامرات التي تصدرت ’ عقيدة الروافض ممثلة بفكر اليهودي ابن سبا الذي استغل الخلاف بين الإمام علي والصحابي الجليل معاوية ابن أبي سفيان في بذر أول بذرة لهذه العقيدة الفاسدة التي ما لبثت وأن تطورت على أيدي الحاقدين على الدين إلى القول بتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين والقول بألوهية علي وتفضل نسله وسيادتهم على المسلمين واوهم المسلمين الذين هم حديثي الإسلام والمندفعين إليه بوجود خلاف بين قرابة النبي وصحابته , وقسموا الناس إلى أنصار آل البيت , والذين يقصدون بهم أهل البيت النبوي ونواصب ينصبون العداء لأهل البيت النبوي, وقالوا بأحقية علي للخلافة , وان الصحابة قد غدروا به واخذوها منه بدافع حب الرئاسة , فكفروا الشيخان , وقالوا عن عثمان انه يهودي , وان أم المؤمنين خائنة ومنافقة , وبهذا وجهوا أول طعنة للإسلام والمسلمين .
ومما ساعد امثل هؤلاء في تنفيذ هذه المؤامرة أضافه إلى ما ذكرناه الاتي :-
1- الخلاف الذي جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما, ووقوف بعض المسلمين في صف علي حباله .
2- حب المسلم لقرابة النبي عليه الصلاة والسلام .
3- بعض الآيات , والأحاديث الورد فيها أهل البيت النبوي وآل محمد , وجهل الكثير ممن دخلوا في الإسلام بأصول الدين واللغة العربية , وحتى يضمن هؤلاء إخراج الصحابة من آل النبي , و كذلك حتى يضمنوا اخرج نساء النبي من أهل بيته , والصحابة من اله , لم يفرقوا بين مصطلح الآل والأهل , وقالوا إنهما شيء واحد .
وقبل أن نقوم بتوضيح وجود الفرق بين مصطلح الأهل والآل سوف نبين أن القول بأن آل النبي هم إتباعه ليس قول جديد و مستحدث ولكنه قول قديم قال به بعض العلماء , وقد شاع في زمن معظم الأمه من ذريه علي ولم ينكروا ذألك , وحتى يتضح الأمر نسرد لكم المثال الاتي :-
* سؤل الإمام جعفر الصادق ذات يوم فقيل له : هل صحيح أن آل محمد هم أتباعه؟ فقال جعفر الصادق : صدق من قال بذلك وكذب , فقيل له : وكيف صدق وكذب ؟ فقال: كذب في أنهم جميعا اله, وصدق في أن آله هم من أقام شرائعه من بعده,).....( [8]) وهذا القول لهذا الإمام الجليل الذي ينتمي إلى أهل البيت النبوي يرجح ما رجحناه سابقا من أن الآل هم الأتباع .
ومن خلال هذه الفتوى من الإمام جعفر الصادق نلاحظ أن:-
1- الترويج لوجود الخلاف بين الصحابة وهل البيت النبوي كان قائم أثناء وجود ألائمه من أهل البيت النبوي وكانوا لا ينكرون على من يقول ذلك .
2- إن الإمام جعفر وغيره من ألائمه كانوا يدركون أن آل النبي هم أتباعه ويصلون عليهم في الصلاة الإبراهيمية في التشهد لعلمهم أن الآل هم الأتباع لأنهم يصلون أيضا على آل إبراهيم أي أتباع ملته ومنهم ذريته الصالحين لأن من ذريه إبراهيم من حاد عن الطريق السوي ولا يشملهم الصلاة على آل إبراهيم .
3- عدم إنكار الإمام جعفر على السائل يدل على علمه بأن آل غير أهل
[6] -أقصد بهم علماء اهل السنة والجماعة وكذلك أصحاب المذهب الزيدي الأصيل وكذلك عوام الشيعة المخدوعين بهم