من راسالة الاقناع ان ال النبي همالاتباع
اعداد / خالد شويل
وردت العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي علية الصلاة والسلام وقد استغلت من قبل الروافض فقاموا بتفسيره بطريقه تخدم ما يقولون من أحقيه أهل البيت النبوي بالإمامة والولاية على المسلمين وسوف نقوم بتوضيح بطلان احتجاج الروافض بهذه الأحاديث وذلك كما يلي :-
حديث ( من كنت مولاة فعلي مولاة
وقد استغل الروافض هذا الحديث وقالوا أن النبي عليه الصلاة
والسلام , قد قصد بقولة : ((فعلي مولاة)) الولاية والإمامة وهذا
أمر غير سليم وفهم خاطئ , ولوا سأل سائل فقال :وما هو الفهم الصحيح لمعنى الحديث ؟
يكون الجواب كالأتي :-
vفي اللغة العربية يقول أرباب اللغة أن معني ولي لا يعبر بها عن
الأمير أو السلطان ومعناها في اللغة هو المحب أو النصير أو
الحليف أو المعتق والمصطلح الذي يعبر به عن الأمير والسلطان
هو (الوالي ) وليس (الولي ) ولوا كان النبي يريد الولاية أو الإمامة
في هذا الحديث لقال (من كنت واليه فعلي واليه ) ولم يقل مولاة إذ
أن النبي أفصح من نطق بالعربية .
vفي القرآن الكريم ورد مصطلح الولي في قولة تعالى (
والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) ولوا كان قول النبي
(فعلي مولاة ) يعني ولاية علي لكان معنى قولة تعالى (أولياء بعض
)يعني أن المؤمنين أمراء وولاة على بعضهم البعض وهذا غير
سليم إذ أن الآية معناها أن المؤمنين نصرا لبعضهم البعض
ومحبين لبعضهم البعض .
وعليه :فإن معنى قول النبي (فعلي مولاة ) أي من كنت محبة
فعلي محبة أو من كنت نصيرة فعلي نصيرة أو من كنت حليفة فعلي
حليفة. هذا والله أعلم
حديث ( لا يزال الإسلام عزيز إلى إُثنى عشر خليفة
كلهم من قريش ) .........( [67])
وهذا الحديث مما يستدل به الروافض علي دعواهم أن الولاية حق
لقرابة النبي علية الصلاة والسلام وعلى قولهم بالإثنى عشر الإمام
المزعومين عند الإثى عشرية .
وهذا الفهم أيضا غير صحيح ولا يدل على الأحقية بالإمامة والحكم ولو
قيل ما هو إذا الفهم الصحيح ؟
والجواب يتضح كما يلي :-
vالحديث لا يدل على المشروعية الإلزامية ولكنة يدل على الإخبار
لما سيكون من بعد النبي من انتكاس لعزة الإسلام فقد أخبر النبي أن
الإسلام سيضل عزيز من بعدة إلى إثنى عشر خليفة وأخبر النبي
أنهم سيكونون من قريش وهذا ما حدث فعلا فقد تولى الخلافة من
بعد النبي أكثر من إثنى عشر خليفة وكلهم كانوا من قريش
وهم:«أبو بكر، وعمر، عثمان، عليّ، معاوية، يزيد، عبد الملك بن
مروان، وأولاده الأربعة، وبينهم عمر بن عبد العزيز» وغيرهم
ممن حكموا المسلمين من قريش
vالحديث لا يدل على أحقية أبناء علي وذريته للخلافة إذ أن النبي
علية الصلاة والسلام لم ينص أنهم من ذرية علي أو غيره .
vالحديث لا يدل على الإمامة إذ أن النبي قال (إثنى عشر خليفة )
ولم يقل إمام .
vلا يعقل أن يكون من منطق النبي ورسالته العالمية أن يلغي كل
الأهليات والكفاءات في الأمة لولاية الحكم ويجعلها في سلالة واحدة
من المسلمين إلى يوم القيامة .
vإذا كان النبي علية الصلاة والسلام قصد أن الولاية حق لبني
هاشم فكيف ولى خالد بن الوليد وجعله قائد لأكثر من معركة في
وجود علي بن ابي طالب رضي الله عنه بل وكيف جعل العبد العتيق
زيد بن حارثة قائد أول للجيش في معركة مؤتة وجعل ابن عمة
جعفر بن أبي طالب قائد ثاني أي تبعا لزيد ,,,,,, فمالكم كيف
تحكمون ؟ وبأي عقل تفكرون ؟ وبأي شرع تقولون ؟
وعلية ومما سبق نجد أن الحديث لا يدل على الإمامة إذ أنه حديث
إخباري لما سيكون ولا يدل على المشروعية الإلزامية .
حديث (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلى أنه لا نبي بعدي ) ..([68] )
وهذا الحديث استغله الروافض أيضا في إثبات أحقيه علي وذريته للولاية , وهذا أيضا غير سليم ويتضح ذلك من خلال الأتي :-
1-مناسبة هذا الحديث إذ أن النبي علية الصلاة والسلام قاله لعلي
بعد أن استخلفه على المدينة عند خروجه إلى معركة تبوك فقال
بعض الناس في ذالك ما استخلف النبي علي على أهله إلى تقليل
لشأنه فحزن علي ولحق بالنبي إلى خارج المدينة وأخبره بما قال
الناس فقال له النبي علية الصلاة والسلام هذا الحديث تطييبا
لخاطره
2-تشبيه النبي علية الصلاة والسلام لمنزلة علي منه بمنزلة
هارون من موسى لايدل إطلاقا على الإمامة حيث أن هارون لم يكن
خليفة من بعد موسى فقد توفي في حياة موسى وقبل موت موسى
بأربعين سنة والحديث يدل على تشبيه استخلاف النبي علية الصلاة
و السلام لعلي رضي الله عنة باستخلاف موسى لهارون عليهما
السلام عندما ذهب لمناجاة ربه .
3-هذا الحديث يقابله عدة أحاديث للعديد من الصحابة رضوان الله
عليهم نذكر منه الاتي :-
أ- ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام العديد من الأحاديث التي
تشبه هذا الحديث في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونذكر منها ما
يلي :-قولة علية الصلاة والسلام (( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن
الخطاب ) ولم يستدل به عمر على أحقيته للخلافة .و قولة عليه
الصلاة والسلام ((إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)) و قولة
عليه الصلاة والسلام ((إن الشيطان ليفر منك يا عمر )) ولم يستدل
به عمر على عصمته.
ب-قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر رضي الله عنه ((لو
كنت متخذا خليل غير ربي لتخذت أبي بكر خليلا ))
وبذلك يتضح بطلان احتجاج الروافض بهذا الحديث لإثبات أحقية علي
وذريته للخلافة .
هذا والله أعلم